Followers

Wednesday, February 13, 2019









الفصل 2: الموجة العالمية نهاية الحقبة الاستعمارية والقوتان الكبريان الصاعدتان



2-6 (20)  تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية (PLO)





حققت مصر انتصاراً سياسياً في حرب السويس عام 1956 أدى إلى اعتراف المجتمع الدولي بتأميم قناة السويس. وأما بالمعنى العسكري فقد كانت الحرب بلا ريب انتصاراً لإسرائيل. ونتيجة لذلك تم تكريم الرئيس المصري جمال عبد الناصر كبطل في العالم العربي، في حين غاب الشعب الفلسطيني في دوامة التاريخ. لقد بقي البعض منهم في فلسطين واضطر البعض الآخر للهجرة إلى البلدان المجاورة كالأردن.





فلسطين هو الاسم الجيوفيزيائي الذي يطلق على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي جنوب سوريا. عاشت في هذه المنطقة إحدى المجموعات العرقية السامية منذ العصور القديمة، ولكن أقدم قبيلة يذكرها التاريخ هي الشعب اليهودي الذي يتحدث العبرية. لقد دعا هؤلاء فلسطين بأرض إسرائيل الموعودة. وإسرائيل هو الاسم الآخر ليعقوب حفيد إبراهيم جدّ اليهودية.




لكن بالطبع لم يكن اليهود هم القبيلة الوحيدة التي كانت تعيش هنا. فالغالبية العظمى من السكان كانوا عرباً. في فترة ما بعد الميلاد أصبحت فلسطين تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية. وقد تم حكمها تحت تأثير الديانة المسيحية. وعندما ظهر الإسلام في القرن السابع، أصبحت فلسطين عالم العرب المسلمين، واستمرت بعد ذلك فترة سلمية لمدة 1,300 عاماً تحت حكم الإسلام. بالطبع شهدت المنطقة العديد من الصراعات الصغيرة من حين لآخر. كما لا يمكن إنكار الضغوط القاسية على يد السلالات الإسلامية في الإمبراطورية العثمانية. كان هذا الوضع قائماً بالمثل في أوروبا وآسيا أيضاً. ولكن ليس هناك من شك في أن فلسطين كانت منطقة سالمة جداً مقارنة بأوروبا والمناطق الآسيوية الأخرى. لقد عاش الشعب الفلسطيني حياة سلمية.



اليهود الأوروبيون هم من وضعوا حداً لذلك السلام عن طريق الصهيونية التي عنت إعادة بناء الأمة اليهودية في بدايات القرن العشرين. قام لورد روتشيلد وسواه من اليهود الأغنياء بتقديم الدعم لإخوانهم الفقراء الذين اندفعوا إلى فلسطين. وقد قام هؤلاء باضطهاد العرب المسلمين أبناء البلد الأصليين. قام اليهود بتبرير إقامة المستوطنات الفلسطينية عبر الشعار السياسي "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". إلا أن أي شخص كان ليرى بوضوح أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب.



في نهاية المطاف ترك الكثير من عرب فلسطين وطنهم وانتقلوا إلى الدول العربية المجاورة كلاجئين. وأدت حرب 1948 الحرب الأولى في الشرق الأوسط المدعوة بحرب استقلال إسرائيل إلى تعجيل هذه الحركة. تم طرد حوالي 700,000 من العرب الفلسطينيين من وطنهم. ومنذ ذلك الحين يدعى كلٌّ من العرب الذين ظلوا في فلسطين وأولئك الذين غادروها باسم "الفلسطينيين". كان من الواضح أن هؤلاء الناس لم يعتبروا أنفسهم "فلسطينيين". لقد كانوا يعتبرون أنفسهم عرباً في فلسطين لأنهم عاشوا في فلسطين منذ ما يقرب الألفيّ عام. بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الدول القومية شائعة وأصبح الناس يصنفون حسب المكان الذي يعيشون فيه. وهذا هو السبب الذي أدى إلى دعوة العرب الذين يعيشون في فلسطين بالفلسطينيين.



كان الفلسطينيون على ثقة بأن إخوانهم العرب سوف يستعيدون لهم أرضهم يوماً ما. وقد تعرضوا للمعاناة في ظل حرب استقلال إسرائيل عام 1948 وحرب السويس عام 1956. لكنهم تعرضوا للخيانة من قِبَل سياسيي الدول العربية الذين تفاخروا بسحق إسرائيل في حرب 1948. كما أدرك الفلسطينيون في حرب السويس الفرق الشاسع في القوة العسكرية والقدرات القتالية بين الجيش المصري والجيش الإسرائيلي. لقد كانت قوات الحلفاء العربية في حرب استقلال إسرائيل مجرد حشد عاجز لا أكثر، وأصبح جمال عبد الناصر الذي نجح في تأميم قناة السويس وحده بطل حرب السويس. غمر قلوب الفلسطينيين شعور تام بالعجز حيال عدم قدرة العرب على هزيمة إسرائيل حتى ولو وحّد الحلفاء العرب قواهم. كان الوضع تماماً وكأنه "يتوجب على الآلاف الفناء لولادة بطل واحد". لقد خاب أمل الشعب الفلسطيني بإخوانهم العرب.



لقد كان نهوض الفلسطينيين بمفردهم هو السبيل الوحيد المتبقي أمامهم. فقاموا في عام 1964 بتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) الهادفة إلى تقرير مصير الفلسطينيين القومي وإعادة الفلسطينيين المتفرقين إلى وطنهم.



 (يتبع ----)



بقلم كازويا آريها

البريد الإلكتروني: ArehaKazuya1@gmail.com








No comments:

Post a Comment