1-5
(11) استقلال إسرائيل (3): طرد الفلسطينيين نتيجة غزو المهاجرين اليهود
يقدر
عدد اليهود في العالم بحوالي 14 مليون نسمة، ويعيش معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. يبلغ عدد السكان اليهود في إسرائيل 6.3
ملايين نسمة، وهم يشكلون ثلاثة أرباع سكان البلد البالغ عددهم 8.5 ملايين نسمة.
ومع
ذلك لم يكن هناك عدد كبير من اليهود قبل استقلال إسرائيل عام 1948، حيث بلغ عدد
سكان فلسطين في أوائل عشرينات القرن الماضي قبل الحرب العالمية الأولى 750,000
نسمة منهم حوالي 80,000 يهودياً لا أكثر. ويعني ذلك أن نسبة اليهود كانت 10% فقط. ومقارنة
بالرقم الحالي فقد كان عددهم يبلغ 80/1 ونسبتهم حوالي الثُمن.
بدعم
من الحركة الصهيونية ووعد بلفور، قام العديد من اليهود من مختلف البلاد الأوروبية
بالهجرة إلى فلسطين، أي "أرض صهيون"، قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها،
ودعيت هذه الحركة "عليا". قدِم حوالي 200,000 يهودي إلى فلسطين خلال
عليا الأولى والرابعة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى عشرينات القرن الماضي.
وعندما وقعت محرقة اليهود في ألمانيا على يد النازيين في ثلاثينات القرن الماضي،
قام اليهود بالهروب من أوروبا، فتوجه معظمهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حين انتقل من تبقى منهم إلى إسرائيل حتى بلغ
عددهم 250 ألفاً (عليا الخامسة). ونتيجة لذلك تضاعف عدد سكان فلسطين على الفور من
750 ألفاً إلى 1.5 مليون خلال 20 عاماً بعد الحرب العالمية الأولى.
لم
تكن أرض فلسطين أرضاً فسيحة، فقد كانت مؤلفة من صحراء قاحلة واسعة وأراضٍ زراعية
ضيقة. وكانت تتم زراعة الأراضي الخصبة على أيدي سكان الأرض الأصليين العرب، في حين
كانت الأغنام والإبل ترعى الأراضي غير الصالحة للزراعة.
احتاج
المهاجرون اليهود الجدد في البداية إلى الأراضي الزراعية، وقد كان معظمهم من فقراء
المجتمع اليهودي في أوروبا. كان اليهود الفقراء يبحثون عن أفق جديد. وعلى النقيض
من ذلك، لم يهاجر اليهود الأثرياء إلى فلسطين الغير متطورة، بل ظلوا في أوروبا أو
هاجروا إلى العالم الجديد الغني: الولايات المتحدة الأمريكية.
كيف
حصل اليهود على الأراضي الزراعية في فلسطين؟ هل قام اليهود بطرد المزارعين العرب
أبناء البلد بالقوة؟ كلا. لو كان لإسرائيل دولة مستقلة لأمكنها طرد العرب بالقوة،
ولكن يهود تلك الأيام لم يتمتعوا بمثل هذه القوة. لقد سعوا إلى شراء الأراضي من
مالكيها. كان العرب مزارعين فلاحين وكانت ملكية الأراضي تعود إلى مالكين غائبين في
الإمبراطورية العثمانية.
لقد
أظهر المستوطنون اليهود الكثير من المال وقاموا بشراء الأراضي من مالكيها
الغائبين. كان من غير المحتمل أن يكون لديهم مثل ذلك المال الكثير. لقد كانت تلك
الأموال تبرعات من إخوانهم الأغنياء الذين ظلوا في أوروبا مثل لورد روتشيلد، أو
إخوانهم الناجحين في الولايات المتحدة الأمريكية. بقي بعض اليهود الأغنياء في
أوروبا، وانتقل اليهود ذوي المواهب والخلفيات الأكاديمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
معظم اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين كانوا أناساً فقراء بدون مال أو مواهب أو
تعليم. وأما اليهود الذين أفلتوا من المذبحة في روسيا عام 1909 (والمذبحة هنا تعني
اضطهاد اليهود والقضاء عليهم في روسيا) فقد استقروا في مزارع مشتركة تدعى
"كيبوتس". وكانت الكيبوتس مجتمعات زراعية تعاونية مبنية على الاشتراكية
والصهيونية، كما ساد نوع جديد من الشراكات في المستوطنات اليهودية الأخرى.
كانت
الخطوة التالية بعد حصول اليهود على الأراضي هي طرد المزارعين العرب. لم يتمكن
العرب من الاحتجاج بسبب انتقال ملكية الأراضي إلى المهاجرين اليهود. كان على
المزارعين العرب إما التوظف كعمال عند اليهود أو الانتقال إلى الدول العربية
المجاورة كالأردن إن لم يريدوا القيام بذلك، فأصبحوا لاجئين تحت مظلة أقربائهم في
الأردن، وكانت تلك بداية اللاجئين الاقتصاديين الفلسطينيين.
اللاجئون
السياسيون الذين يمثلون غالبية اللاجئين الفلسطينيين كانوا قد كبروا خلال الحرب
العربية الإسرائيلية. قدِم حوالي 700,000 يهودي خلال ثلاث سنوات بعد استقلال
إسرائيل، وهو تقريباً نفس عدد الفلسطينيين العرب الذين تحولوا إلى لاجئين سياسيين
هربوا إلى الأردن. لقد قام اليهود بطرد العرب. كانت هناك عائلتان من بين اللاجئين
هما عائلتا شاتيلا والياسين، وقد كانوا يعيشون جنباً إلى جنب في بلدة طولكرم على
الضفة الغربية لنهر الأردن. كان والد عائلة شاتيلا معلماً ووالد عائلة الياسين
طبيباً. هرب شاتيلا إلى الأردن مع ابنه أمين ذي الستة عشر عاماً.
(يتبع ----)
بقلم كازويا آريها
الصفحة الرئيسية: http://ocininitiative.maeda1.jp/ArabicTop.html
(الفهرس)
No comments:
Post a Comment